fbpx

2020 عام البحث عن البيانات الدقيقة والموثوقة

2020 عام البحث عن البيانات الدقيقة والموثوقة

في الأسابيع الأولى التي انتشر فيها جائحة كوفيد 19 حول العالم، التفتت انظار الصحفيين إلى موقع جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة، التي طورت قاعدة بيانات حول انتشار الوباء، كأداة دولية تتبع انتشاره بشكل يومي، مما سهل عملية الحصول على البيانات بالنسبة للكثير من الصحفيين حول العالم.

ساهم ذلك في زيادة انتشار صحافة البيانات على نطاق أوسع في غرف الأخبار حول العالم، حيث بدأت القصص الصحفية حول الجائحة تتخذ أشكالًا مختلفة، وأصبحت مدعومة أكثر بالبيانات والرسوم البيانية، مما ساعد القارئ في فهم المعلومات التي تبدو صعبة، أو معقدة بشكل أسرع.

إلى الآن تبدو الصورة مثالية، بيانات متاحة تتدفق بغزارة يوميًا يقابلها زيادة في ممارسة الصحفيين للتعامل مع البيانات، لكن في حقيقة الأمر أن الصحافة تأثرت، وبشكل ملحوظ بالسلب في معظم دول العالم؛ بسبب عدم قدرة الصحفيين للوصول إلى بيانات دقيقة، وموثوقة، حيث نشر بعض الصحفيين على مستوى العالم، أن معظم الحكومات كانت تقوم بحجب، ومراقبة البيانات، والاحصائيات العامة الصادرة من الجهات الحكومية، وكذلك المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، لتتحكم فيما هو منشور عن أعداد المصابين، والوفيات، وحالات الشفاء؛ مما صعب العمل لدى الصحفيين والمحررين في الوصول إلى بيانات دقيقة. 

وأوضحت أليسون ماكان، – وهي مراسلة بمكتب نيويورك تايمز الدولي ومساهمة في قاعدة البيانات المفتوحة الخاصة كوفيد 19 – أنها وفريقها وجدوا أن دولًا معينة، يبدو أنها تحجب بيانات عن أعداد المصابين، عن طريق اختيار عدم اختبار الفيروس، أو إصدار بيانات غير مكتملة.

غالبًا ما يكون تحويل البيانات الفوضوية، وغير الكاملة، وغير الموثوقة، إلى صحافة موثوقة عملًا شاقًا، وفقًا للصحفيين الذين قابلتهم لجنة حماية الصحفيين في بعض الأماكن، لا يزال الصحفيون يقاتلون مع حكوماتهم للوصول إلى أي بيانات حقيقة.

وذكرت بعض التقارير العالمية، أن هناك أساليب مستخدمة أكثر دقة، وراحة لجمع المعلومات الخاصة بهذا الوباء، أو الأوبئة بشكل عام. 

أنشأت منظمة “iMEd”- وهي منظمة صحفية يونانية غير ربحية تدعم الإعلام المستقل – قاعدة بيانات مفتوحة المصدر، مقسمة حسب المناطق في اليونان. 

عادة يكون الحصول على البيانات والمعلومات يشكل نقطة خلاف لدى الصحفيين، يحصل عليها البعض بسهولة، والآخر يعاني حتى يستطيع الحصول على معلومة مؤكدة وصحيحة، لكنه لا يعد التحدي الوحيد.

الشك في المنهجية والبحث عن مصادر بديلة

البيانات متاحة دائمًا وموجودة حولنا في كل مكان، لعلّ هذا الاستنتاج كان أبرز ما أثبتته 2020؛ إذ أن الصحفي الجيد هو من يقدر على وضع فرضية واضحة والبحث في سجلات البيانات لإثباتها أو للإجابة عن سؤال محدد بدأ به رحلة البحث. يعتبر الشك في أي إجابة، ملف، أو معلومة تقع بين أيدينا هو الطابع الذي يميز رحلة البحث عن البيانات وخاصة الرسمية منها في حالة السعي وراء كشف فساد في قطاع ما، على سبيل المثال. لذلك، يجب على صحفي البيانات وضع الخطط البديلة لمصادر موازية للبيانات نفسها ومحاورة السجلات من خلال طرح الأسئلة عليها ومضاهاة النتائج للتوصل للحقيقة؛ فالحقيقة وحدها هي الهدف، الذي يعني بلوغه، من خلال إثبات الفرضية، انتهاء عملية البحث وبدء الكتابة استعدادًا للنشر.

كون 2020، عامًا غلب عليه طابع العمل عن بعد ما أفسح المجال للمزيد من التنقيب في سجلات البيانات وظهور نماذج رائدة لصحفيين وضعوا فرضية متبوعة بمنهجية واضحة لإثباتها. بعدما وضعت سؤالًا واضحًا “كم عدد الوفيات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا في الصين؟” وفرضية تشكك في الأرقام المعلنة وبعدما أوصدت المؤسسات الحكومية أبوابها، وضعت الصحفية الصينية ماري جينريز منهجية تعتمد على البحث عن عدد مستخدمي شبكات المحمول، لتكشف لها البيانات أن عدد المستخدمين كان يزيد يوميا حتى ديسمبر 2019، ولكن في شهر يناير، وفبراير، حدث هبوط مفاجئ في عدد مستخدمي شبكات الهاتف،  حيث خسرت الشركات 15 مليون مستخدم، لتخلص إلى أن هذا الرقم هو عدد مقارب لعدد  الوفيات، لأن هواتف الوفيات تدفن في النفايات النووية، وأكدت ذلك، بتتبع مصدر آخر وهو  عدد مستخدمي تطبيق التواصل الإجتماعي – wechat- الذي قل بنسبة تقارب نفس الرقم.

شكك الصحفي المصري عبد الرحمن أبو طالب خلال تحقيقه المنشور على bbc في الإحصاءات الرسمية التي تنشرها وزارة الصحة، عن طريق مقارنة سجلات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء  عن الوفيات في مصر،  وربطها ببيانات وزارة الصحة، وتحليل هذه البيانات التي كشفت أن هناك تجاوز في أعداد الوفيات  بزيادة 60 ألف حالة وفاة في الثلاث شهور وهي مايو ويونيو ويوليو، عن المعدلات الطبيعية التي سجلت في السنوات الخمس الماضية .   

ووثق أبو طالب وفيات كوفيد 19 التي سُجلت بأسباب أخرى مثل الالتهاب الرئوي أو ضيق التنفس أو غيرها من الأسباب، عن طريق التواصل مع بعض الأطباء في مستشفيات العزل،  مما شكك في البيانات الرسمية التي تنشرها وزارة الصحة المصرية.  

أين يمكن أن نجد المصادر البديلة للبيانات

المصادر البديلة  للبيانات يمكن أن تكون في الاستبيانات أو البيانات المستقاه من الجمهور، أو استخدام وسائل التواصل الإجتماعي، أو من خلال التنقيب في سجلات غرف الأخبار، أو التأكد من البيانات من خلال أكثر من مصدر رسمي .

مثلا قد نستخدم سجلات صفحات النعي في الجرائد أو البحث على منصات التواصل الإجتماعي عن بعض الكلمات المفتاحية مثل كلمة وفاة أو البقاء لله للوصول إلى بعض الفرضيات عن رقم الوفاة الحقيقي 

وقد يكون الاستبيان للطواقم الطبية في المستشفيات يوضح بعض الأرقام الحقيقة الأكثر دقة وأيضا استقاء البيانات من الجمهور عن الإصابات أو الوفيات في كل مدينة يعطنا رؤية أكثر دقة عن صحة  الإحصائيات الرسمية المنشورة.

منصة مدرسة البيانات لتعلم طرق تحليل البيانات

تقدم منصة مدرسة البيانات العديد من الدورات التعليمية والمقالات العلمية التى تهم كل متخصصي علم تحليل البيانات.

اذا كنت مهتم بتعلم تكنولوجيا تحليل البيانات، ننصحك بتفقد. جديد دورات تحليل البيانات بالموقع. فنحن نوفر لكم أقوى محاضرين متخصصين بمجال تحليل المعلومات والبيانات. وجميع المحاضرتين لديهم خبرات لسنوات عديدة بالمجال.

مقالات ذات صلة

التعليقات