fbpx

ما هي أنواع تحليل البيانات الأربعة؟

تحليل البيانات

من الشائع عن تحليل البيانات هو أنه أحد أساليب اتخاذ القرار في المؤسسات والشركات الربحية حيث يساعد تحليل كم هائل من البيانات عن أنشطة الشركة وحركة المبيعات في تحسين الأداء واتخاذ قرارات من شأنها تحسن من ربحية الشركة وموقفها التنافسي في السوق، لكن في حقيقة الأمر هناك أنواع متعددة لتحليل البيانات تختلف باختلاف المؤشرات التي يتم قياسها والأسلوب الاحصائي المتبع فيه وكذلك الهدف منه.

تنقسم طرق التحليل إلى أربع فئات رئيسية حسب درجة التعقيد: التحليل الوصفي والتحليل التشخيصي والتنبؤي والتوجيهي. كلما انتقلت من الأبسط إلى الأكثر تعقيدًا، تزداد الصعوبة والموارد المطلوبة، وكذلك مستوى المعطيات الناتجة عن عملية التحليل.

أنواع تحليل البيانات الأربعة
أنواع تحليل البيانات الأربعة

التحليل الوصفي – ماذا حدث

التحليل الوصفي هو الخطوة الأولى والأكثر شيوعًا والأبسط في إجراء أي عملية تحليل إحصائي، والغرض منه هو الإجابة عن السؤال، ماذا حدث؟ بمعنى آخر، فإنه يفحص وصفًا لما حدث في الماضي: الإيرادات الشهرية ، ومبيعات الأشهر الستة الماضية، والزيارات السنوية لموقع الويب، وما إلى ذلك. يتم ذلك عن طريق تلخيص البيانات السابقة وبناء وتفسير البيانات الأولية من مصادر مختلفة لتحويلها إلى رؤى قيمة. يوضح لنا هذا التحليل كيفية توزيع البيانات، ويمكننا من تحديد العلاقة بين المتغيرات.

يمكن أن يعكس لنا المثال التالي دور التحليل الوصفي في الحياة العملية، مثلا في أحد المستشفيات يتوافد المرضى لقسم الرعاية الطارئة بشكل يومي لأغراض علاجية مختلفة، ومن هنا يمكن حصر أعداد المرضى في كل يوم وطبيعة المرض الذي جائوا به إلى المستشفى لنعرف أي يوم من أيام الأسبوع كانت الأكثر تسجيلًا لمعدلات الزيارة وكذلك معرفة ما هي أكثر الأعراض التي جاء بها المرضى وما هي الأعراض الأقل تكرارًا، وبمعلومات المرضى يمكن أن نحدد أعداد الذكور في مقابل الإناث وكذلك نحدد الشرائح العمرية إلخ من معطيات يمكن الخروج بها لتلخيص ما حدث على مدار الأسبوع في قسم الطوارئ في المستشفى.

وبالرغم من أن هذه العملية تبدو إحصائيًا سهلة وبسيطة ولا تتخطى مهارات الجمع والعد والحسابات الأولية كالضرب والقسمة إلا أن هذا النوع من التحليلات يساعدنا في تلخيص البيانات وتحويلها ببساطة إلى بيانات مجمعة لن تساعدنا في التنبؤ بما سيحدث لكنها توصف لنا تفصيليًا ما حدث، يساعد هذا النوع من التحليلات في إعداد التقارير وعرضها على الإدارات العليا، فلا يملك مدير المستشفى الوقت الكافي لمتابعة كل حالة دخلت إلى قسم الطوارئ في المستشفى لكنه يحتاج في نهاية كل فترة إلى تقرير يلخص له ما حدث داخل كل قسم في تلك الفترة.

ورغم بساطته إلا أنه فعال للغاية للمقارنة، فمثلا بتعميم الأمر على كافة أقسام المستشفى الآخرى يمكن أن نحدد ما القسم الأكثر تعاملًا مع المرضى من فئة الشباب الذكور تحديدًا

الجانب السلبي هو أن التحليل الوصفي يسلط الضوء على ظاهرة دون أن يشرح بالضبط سبب حدوثها. لهذا السبب، يجب دائمًا دمج هذا النهج مع التحليلات الأخرى للحصول على الصورة الكاملة.

التحليل التشخيصي- لماذا حدث هذا

التحليل التشخيصي، الذي يشار إليه غالبًا باسم تحليل السبب الجذري، هو نوع متقدم من التحليل يتقدم خطوة أخرى إلى البيانات أو المحتوى للإجابة على سؤال “لماذا حدث هذا؟”. يتميز التحليل التشخيصي بأساليب مثل التنقيب عن البيانات والارتباط، ويلقي نظرة أعمق على البيانات لفهم أسباب الأحداث والسلوكيات، مما يسمح لك بفهم معلوماتك بسرعة أكبر الإجابة على الأسئلة المهمة.

في مثال المرضى الوافدين لقسم الطوارئ السابق، لا يكتفي الأمر بسؤال المريض عن سنه وحالته الاجتماعية فحسب بل يتطرق لتحديد سجل كامل بالأمراض السابقة للمريض لمعرفة السبب الأساسي وراء الأعراض الحالية وتاريخها، مثلا إذا كان المريض مدخن وقد تعرض لآلم سابق في القلب وتكرر الأمر إذا ربما يكون السبب هو تصلب في الشرايين ويحتاج المريض إلى فحوصات كاشفة لتوضيح الأمر ولا يحتاج إلى دواء مسكن لمعالجة عرض آني.

السر الذي يكمن وراء نجاح هذا النمط من تحليل البيانات هو أنه تشعبي يعتمد على عدد متنوع من سجلات البيانات باختلاف مصادرها وهيكلها وتنسيقها لدمجها سويًا لفهم وتفسير شيء معقد لمعرفة جذوره الحقيقة والآثار المترتبة عليه والعناصر المرتبطة به بشكل دقيق.الأمر الإيجابي هنا أنه لا يقف فقط عند تحديد الارتباط لكنه يسعى إلى الكشف عن السببية.

التحليل التنبؤيماذا سيحدث

يحدد التحليل التنبؤي النتائج المحتملة من خلال تحديد الميول في التحليلات التشخيصية والوصفية. يأخذ التحليل التنبؤي البيانات السابقة ويغذيها في نموذج التعلم الآلي الذي يأخذ في الاعتبار الأنماط الرئيسية. ثم يتم تطبيق النموذج على البيانات الحالية للتنبؤ بما سيحدث. هذا يسمح للمنظمة باتخاذ إجراءات وقائية. على سبيل المثال، توفير كميات كبيرة من دواء معين في قسم الطوارئ نظرًا لمعرفة الأطباء مسبقًا أن في الفترة القادمة سوف تتوافد حالات كبيرة مماثلة للأعداد التي توافرت في فترة مماثلة لديها أعراض عدوى تنتشر في هذا الوقت من كل عام.

من أكثر أشكال هذا النوع من التحليلات شيوعًا هو تحليل السلاسل الزمنية لدراسة الأنماط في حركة البيانات خلال الزمن ومعرفة إذا كان هناك تأثير لموسم وحدث معين على حركة البيانات دائم التكرار يمكن فهم خواصه وتأثيره وبالتالي التنبؤ بأثره مستقبلًا بناء على التحليلات التاريخية التي تمت لفترات سابقة.

كلما كان النموذج ديناميكيًا ويتكيف تلقائيًا ولحظيًا مع تغيرات البيانات فبالتالي من الممكن تعديل التنبؤات بشكل لحظي بحيث تتوافق مع المدخلات الجديدة للبيانات.

التحليل التوجيهي- ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها

التحليل التوجيهي هي عملية تحليل البيانات وتقدم نصائح فورية حول كيفية تحسين ممارسات العمل لتناسب العديد من النتائج المتوقعة في الواقع، التحليل الوصفي “يأخذ ما نعرفه البيانات، ويفهم البيانات للتنبؤ بما يحدث، ويقترح أفضل الخطوات التطلعية بناءً على المحاكاة الواعية، ويحدد العواقب المحتملة لكل منها. الغرض من التحليل التوجيهي، وهو بالتأكيد المجموعة الأكثر تقدمًا في قائمتنا، هو اقتراح طريقة عملية لتجنب المشاكل المستقبلية أو لتحقيق أقصى استفادة من عملية واعدة.

مثلا في حالة المرضى الوافدين لقسم الطوارئ، فيساعد التحليل الوصفي في معرفة عدد المرضى بالفترات الصباحية والمسائية ويساعد التحليل التنبؤي باحتمال زيادة أعداد المرضى الوافدين في الأيام القادمة نظرًا لأنه موعد تطعيم ضد عدوى موسمية، فيساعد التحليل التوجيه بتوصية الادارة بضرورة زيادة الطاقم الطبي في ذلك الوقت مع تحديد الأعداد المطلوبة في كل فترة من فترات العمل بحسب متوسط الأعداد المتوافدة في السابق.

يرتبط التحليل التوجيهي بالتحليل الوصفي والتنبؤي. بينما يسعى التحليل الوصفي إلى نمذجة والتنبؤ بما قد يحدث من خلال توفير نظرة ثاقبة لما حدث والتحليل التنبئي، يسعى التحليل التوجيهي إلى تحديد الأفضل، وفقًا للمعايير المعروفة. يكون الحل أو النتيجة من بين الخيارات المختلفة.

يمكن أن يقترح التحليل التوجيهي أيضًا خيارات اتخاذ القرار بشأن كيفية الاستفادة من فرصة مستقبلية أو تقليل المخاطر المستقبلية، وإظهار عواقب كل خيار من خيارات اتخاذ القرار.

مقالات ذات صلة

التعليقات