fbpx

كيف يتعامل صحفي البيانات مع تسريبات ويكيلكس؟

تسريبات ويكيلكس

لم يعد العمل الصحفي كسابق عهده. إذ لم يعد يقتصر على مقابلة مع شخصية اجتماعية بارزة أو تغطية لفاعلية محلية أو دولية، فالبيانات تنفجر من حولنا دون سابق إنذار لنستيقظ كل يوم علي كم كثيف من البيانات تنقله لنا شبكة الإنترنت. فقد سبق ونشر موقع “ويكيلكس” أكثر من 77 ألف وثيقة أمريكية عن حرب أفغانستان، وساهمت هذه البيانات في كشف الطريقة التي أدارت بها الولايات المتحدة الأمريكية الحرب، ومنذ أيام قليلة أعلن موقع “ويكيلكس” عن تسريب أكثر من 60 ألف وثيقة متعلقة بالسياسة الخارجية السعودية. فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد صحفي البيانات على نسج قصص صحفية من بين هذا الكم الهائل من الوثائق:

أولًا: الحصول على البيانات

قد تشعر من الوهلة الأولى أنك لست بحاجة إلى تنزيل الوثائق المسربة على حاسوبك الشخصي لأنها متاحة على شبكة الإنترنت، لكن إتاحة البيانات وسهولة الوصول إليها تختلف عن الحصول عليها، فجمعها علي حاسوبك الشخصي يقلل من خطر عدم القدرة على الوصول إليها مرة أخرى إما بسبب خلل في اتصالك بالإنترنت أو لحجبها أو اختراق أحد الجهات المتضررة من نشر الوثائق موقع ويكيليكس، كما أن التعامل مع البيانات على حاسوبك أسهل بكثير من التعامل معها على شبكة الإنترنت حيث ستتمكن من إخضاع البيانات لبرامج تحليل وتصميم البيانات.

ولتتمكن من الحصول علي البيانات بسهولة عليك اتباع إحدى الطريقتين إما أن تتواصل مع أحد المسؤولين عن موقع ويكيليكس عن طريق خدمة التحدث المباشر مع الفريق الفني بالموقع ليزودك بنسخة كاملة من الوثائق، أو عن طريق التعاون مع مطور البرمجيات بالمؤسسة الصحفية التي تعمل بها ليقوم بتزيل البيانات عن طريق كتابة بعض الأكواد البرمجية التي تمكِّنه من تنزيل البيانات دفعة واحدة.

ثانيًا: ابحث عن الكتلة الأكبر

تعيش المنطقة العربية بأكملها واقعًا سياسيًّا غير مستقر، ويُرجع عدد من المحللين السياسيين أن المملكة العربية السعودية طرف قوي في إعادة رسم المشهد السياسي في الوطن العربي، وقد يساعد تحديد أكثر الدول العربية التي ذكرت في الوثائق المسربة في تحديد الدولة التي استحوذت على الكتلة الأكبر من هذه الوثائق، ويمكنك وضع كشف بأسماء كافة الدول الـ22 في الوطن العربي ثم البحث داخل محرك البحث في موقع ويكيلكس عن اسم الدولة ليظهر لك عدد الوثائق التي ذكرت بها، ومن ثم عرض الأرقام التي توصلت إليها في خريطة تفاعلية للوطن العربي تأخذ كل دوله منهم درجة تشبع مختلفة من نفس اللون ليدرك القارئ أن الدولة صاحبة اللون الداكن هي أكثر الدول التي ذكرت في الوثائق المسربة، كما أن الخريطة التفاعلية ستتيح للقارئ معرفة عدد الوثائق بكل دولة من خلال الوقوف على الدولة.

ولتصميم الخريطة التفاعلية يمكن استخدام موقع infogr.am، ويمكنك مراجعة مقال سابق عن كيفية إنشاء خرائط تفاعلية، بالإضافة إلى هذا الفيديو الذي يعرض طرق تصميم الخرائط التفاعلية عن طريق الـ spreadsheet.

ثالثًا: ابحث عن الكلمات الأكثر تكرارًا

قطعًا سوف تستغرق قراءة هذا الكم من الوثائق وقتًا كبيرًا، لذا فمن الأسهل أن يتم استخدام طرق القراءة السريعة لتحليل المضمون عن طريق تحديد أكثر الكلمات تكررًا في الوثائق، وسوف يقود ذلك إلى الكشف عن زوايا وقصص صحفية كان من الصعب الوصول إليها لو قمت بقراءة الوثائق بالطريقة العادية أو عن طريق البحث العشوائي بداخلها.

يمكنك استخدام موقع worldle لرسم سحابة كلامية لكافة الوثائق، بالإضافة إلى موقع world counter الذي سيمكنك من تحميل الوثائق في ملف واحد بصيغة TXTfile ثم يوفر لك تقريرًا مفصلًا بعدد الكلمات التي جاءت في الوثائق.

رابعًا: ارسم شبكة العلاقات

ما يميز الوثائق هو أنها وثائق رسمية مرسلة من وإلى جهات دبلوماسية من دول مختلفة، لذا فمن المهم البحث بداخلها عن شبكات العلاقات المختلفة سواء كانت على مستوى الدول أو الأشخاص، فالبحث مثلًا عن شبكة العَلاقات بين الدول البارزة في المنطقة مثل تركيا وإسرائيل وإيران سيكشف الكثير من التفاصيل الخفية المرتبط بالطريقة التي يدار بها المشهد في العالم العربي، كذلك رسم خريطة للعلاقات بين الأشخاص الوارد أسماؤهم بالتسريبات قد يكشف الكثير من التفاصيل مثل الشخصيات التي تدعمها وتمولها المملكة العربية السعودية في بلدك أو الأشخاص التي تحرص المملكة على تتبع أخبارهم وملاحقاتهم.

خامسًا: استخدم الكلمات المفتاحية لحل الأحداث الغامضة

تنحصر التسريبات خلال فترة زمنية محددة، وبالرغم من ذلك فهناك الكثير من الأحداث السياسية الغامضة التى وقعت خلال نفس الحقبة، كالانتخابات الرئاسية المصرية والعلاقة داخل الأسرة السعودية الحاكمة وتوتر العلاقات الخليجية مع قطر وغيرها من الأحداث التي دار حولها الكثير من الشكوك والظنون، وقد يساعد البحث بكلمات مفتاحية محددة لها علاقة بهذه الأحداث في الوصول حتمًا إلى وثائق تتعلق بها بشكل مباشر، وهنا يمكنك تخصيص مساحة من الوقت لقراءتها بتأنٍّ ثم كشف عن ما فيها للقارئ في صورة بصرية جاذبة.

مقالات ذات صلة

التعليقات