fbpx

خمسة عناصر أساسية ينبغي مراعاتها عند تصميم البيانات بصريًا

اساسيات تصميم البيانات

ما الذي يجعل التصاميم البيانية مشوقة؟ هل هي الألوان، الأشكال أم الخطوط؟ هل هو تناسق كل ذلك؟ هل هي جاذبية اللوحات التفاعلية أم قدرتك على المشاركة في التجربة واختيار ما تريد أن تعرفه؟ في الحقيقة كل تلك الأمور مهمة وجاذبة للجمهور ولكن ماذا إن قلت لك إنها بلا قيمة حقيقية دون قصة جيدة.

التصاميم البيانية الناجحة هي التي تروي قصصًا، هي التي تقدم إليك الإضافة، هي التي بعد أن تنتهي من تصفحها تشعر بأن شيئا ما قد تغير. ربما تعلمت أمرًا جديدًا أو اكتشفت مسألة لم تكن تعرفها. ربما شعرت أن هنالك أمرًا ملهمًا فعلًا بخصوصها أو أنك تتذكر جيدًا كيف تتوزع الجرائم على خريطة بلادك. هي ربما تلك التصاميم التي تساعدك على اتخاذ القرارات وعلى فهم ما يجري حولك بشكل أفضل.

كل ذلك يعني أن التصميم البياني الناجح يبدأ ببيانات جيدة، وبفهمٍ عميق لهذه البيانات وقدرة على أن تحاورها بشكل محترف، على أن تستخرج منها ما لا قد ينتبه إليه بالضرورة الجميع وأن تروي قصة متكاملة وملهمة. وإذا كانت لديك هذه القصة، إذا كنت نجحت فعليًّا في أن تصل إليها، فسنتحدث عن نصائح يمكن أن تساعدك على ضمان إيصال القصة وروايتها بشكل لا يخل بالرسالة الأساسية ويكون في الوقت نفسه عمليًّا ومفيدًا.

العنوان هو كل شيء في تصميم البيانات

هل تقضي وقتًا طويلًا في تحديد عنوان لقصتك؟ كلنا نشعر بأن اختيار عنوان للقصة هو أصعب مرحلة، لأنه سيحدد إن كان المشاهد سيتابع التقرير أو إن كان القارئ سيقرأ المقال أو إن كان متصفح الإنترنت سينقر على الرابط. ينطبق الأمر نفسه على عنوان الرسم البياني. اختره بعناية. إن كان قصيرًا فهذا جيد ولكن لا تتردد في إضافة عدد الكلمات الذي تحتاج إليها حتى يكون عنوانك مفيدًا ومفهومًا. في النهاية لا يعني الرسم الخطي شيئًا دون عنوان. هل تلاحظ ارتفاعًا؟ ولكن ارتفاعًا في ماذا؟ في عدد الأسِرَّة في المستشفيات أو في الناتج المحلي الخام، أو في مُرتادي محلات الأكلات السريعة؟ صحيح أن أول شيء سيراه المستخدم هو الرسم والألوان، ولكنه سيذهب مباشرة إلى عنوان الرسم حتى يستطيع تفكيكه وفهمه. في اختيارك العنوان، كن دقيقًا وواضحًا، حدد الوحدة (مليون، دولار، يورو، نسبة مئوية…)، حدد المدة الزمنية إن كانت مطلوبة في رسمك ولكن لا تحاول “ترجمة” ما تنقله المواد البصرية إلى كلمات، لا تحلل الرسم أو تشرحه إن احتجت إلى القيام بذلك فإنها علامة على أن المادة البصرية غير قادرة وحدها على أن تروي الجزء الذي اخترته من القصة.

التفسير لا يضر أحدًا

لا يمكن لعنوان الرسم أن يكون فقرة بأكملها. ربما قد تحتاج إلى إبراز أمر ما في رسمك أو تريد أن تضيف السياق إليه حتى يُفهم بشكل جيد. القيم المتطرفة مثلًا أمر ربما يحتاج إلى أن تشير إليه أو تفسر باختصار دلالاته. هل اعتمدت بيانات منقوصة؟ هل هنالك بيانات لا يمكن الحصول عليها؟ من المهم أن توضح كل هذه الأمور باختصار. هل من السهل قراءة الرسم والتفاعل معه؟ هل يجب النقر أو استخدام الزوم. أضف التوجيهات الضرورية حتى تسهِّل تجربة تصفح الرسم على المستخدم. لا تطل كثيرًا في هذه الجملة أو الفقرة التفسيرية ولكن إن شعرت بأن الرسم يحتاج بعض التوضيحات على مستوى الاستخدام أو المحتوى، فلا تتردد في اعتمادها ولكن لا يجب أن يتحول هذا العنصر أيضًا إلى محاولة نقل الرسالة التي من المفترض أن يرويها الرسم.

فتِّش عن المصدر

إن كنت تعمل في مجال الصحافة منذ بضع سنوات، فيمكنك أن تلاحظ أن حجم الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة التي باتت تعترض طريقنا خاصة على الميديا الاجتماعية  قد تضاعف بشكل كبير. ولا شيء يضاهي الزيف والكذب الذي انتشر حول العالم في ظل جائحة كوفيد 19. مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بمؤتمر الأمن بميونخ قال إننا اليوم “لا نحارب جائحة  فقط بل نحارب وباء المعلومات المضللة”. نحن نعرف جيدًا أن مصدر البيانات والمعلومات التي نتحصل عليها عنصر مهم جدًّا في تحديد ما إن كنا سنعتمد هذه البيانات أو المعلومات أم أننا سنتريث قليلًا. لذا فإن ذكر المصدر أمر مهم أيضًا حتى يحدد الجمهور ما إذا كان بإمكانه أن يثق بما تعرضه رسومك أم لا. ولكن لا يعني ذلك أن كل البيانات التي ستعتمدها في قصصك يجب أن تكون من مصادر رسمية أو حكومية. في النهاية هذه المصادر تروي جزءًا من كل قصة. بل يمكنك أن تستعين بمصادر أخرى للحصول على البيانات. وإذا كان بإمكانك جمع البيانات بنفسك وإتاحتها للجمهور أو المهتمين فهذا أمر رائع أيضًا!

أين وضعت المفاتيح؟

في دراسة سعت منذ ثلاث سنوات بالولايات المتحدة إلى معرفة ما يضيعه الناس، كانت المفاتيح ثالث شيء يضيعه الأمريكيون بعد جهاز التحكم عن بعد للتليفزيون والهواتف. هي أمور عادة ما يضيعها الكثيرون حول العالم. إن كنت أضعت مفاتيحك يومًا فأنت تعرف معنى ألا تستطيع دخول المنزل أو قيادة السيارة. وهذا ما يفعله التخلي عن مفتاح للخرائط والرسوم البيانية، لن يكون بإمكان جمهورك أن ينفذ إليها أو يفهمها. فدون مفتاح ليست الخريطة إلا مجموعة من الخطوط والألوان المبعثرة. المفتاح المُتمم للعنوان يعطي معنى لكل تلك الألوان والدرجات. ليست كل الرسوم في حاجة إلى مفاتيح ولكن ستحتاجها في أغلب الأحيان، لذا لا تُضيعها وتضيع معها قدرة تصاميمك على رواية القصة. هل رأيت مرة مفتاحًا بجانب الموناليزا، لوحة ليوناردو دافينشي الشهيرة، أو إلى جانب غيرنيكا، لوحة بيكاسو الشهيرة؟ طبعًا لا وذلك لأنها أعمال فنية تتحمل التأويل. ولكن تصاميمك البيانية تجمع بين الفن والعلم، فهي ببساطة توظف الألوان والأشكال لإيصال البيانات، لذا فأنت تحتاج إلى مفاتيح.

متى.. متى؟

الأسئلة الخمسة. هو عادة أول درس نتعلمه في مدارس الصحافة. يجب أن يجيب رسمك على الأسئلة الخمسة وهنا سنتحدث بالتحديد عن سؤال متى؟ ولا نتحدث هنا فقط على تاريخ البيانات بل تاريخ إنشاء الرسم في حد ذاته. فإن كنت تنتج محتوًى رقميًّا، فخيارات التحديث ستكون متاحة بشكل مستمر. حدد تاريخ تحديث الرسم. هل تنشر متابعة يومية للكوفيد 19 مثلا، يمكنك أن تشير إلى أنك تقوم بتحديث البيانات بمجرد صدور التقرير اليومي لوزارة الصحة في بلدك. ربما قد أنجزت تصميمك ولم تقم بتحديثه، لأنك لم تحتج إلى ذلك هنا يكون تاريخ إنتاج الرسم نقطة مهمة بالنسبة إلى كل من سيطلع على الرسم في وقت لاحق. ولا يجب أن تنسى أننا بتنا تدريجيًّا نتجه في العالم العربي إلى ترسيخ ثقافة البيانات شيئًا فشيئًا، ما يعني أن بيانات أكثر ستتاح كل يوم أو تُحدَّث كل يوم، أو على الأقل نأمل في ذلك.

تذكر دائمًا أن عالم تصميم البيانات يقوم على زواج ناجح بين العلم بفهم البيانات وتنظيفها وتحليلها جيدًا، والفن بفهم الألوان والخطوط ودلالاتها ومعانيها، وهو أيضًا قدرتك على دمج الاثنين من أجل إيصال القصة التي تريد.

في هذا المقال تعرفنا على عناصر أساسية يجب أن تتوفر في تصميمك البياني والتي من دونها لن ينجح التصميم في تحقيق أهدافه، فاستخدمها جيدًا!

مقالات ذات صلة

التعليقات